صحيفة "كراسنايا زفيزدا" تتوقف اليوم عند تصريح للرئيس فلاديمير بوتين يرى فيه أن الإطاحة بالأسد ونظامه بطريقة غير دستورية، ستقود إلى تبادل للأدوار بين السلطة والمعارضة، وبالتالي إلى استمرار الحرب الأهلية.
وتنطلق الصحيفة من ذلك التصريح لتؤكد أن تصرفات واشنطن تدفع بالأمور في هذا الاتجاه. فقد أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند مؤخراً، أن بلادها عازمة على تشديد العقوبات على نظام الأسد وتقديم المزيد من الدعم للمعارضة الداخلية والخارجية على حد سواء. ومن اللافت أن البيت الأبيض يعقد اجتماعات تشاورية يومية لمناقشة تطورات الأوضاع في سورية. وهذه المناقشات أدت إلى اعتقاد العسكريين الأمريكيين بأن نقطة الضعف الوحيدة لدى المعارضة السورية حالياً تكمن في عدم قدرتها على تنسيق أدائها الميداني. لهذا قررت واشنطن إيلاء عملية تزويد المعارضة بوسائل إتصالات متطورة الإهتمام الأكبر. يرى المحللون أن التدابير التي تتخذها الولايات المتحدة إزاء الأزمة السورية، تشبه إلى حد كبير عملية هدم مقصود ومبرمج لبناء لا يزال قائما. لكن لا بد من الأخذ بعين الاعتبار بأنه خلال أية عملية مشابهة من الممكن أن يحدث ما لم يكن متوقعا، أو أن يحدث عكس المطلوب تماماً. ومن العواقب السلبية المحتملة لعملية إسقاط النظام القائم حاليا في سورية إمكانية وقوع الـتـرسانة الكيميائية السورية في أيدي الإخوان المسلمين وفي أسوأ الأحوال في أيدي تنظيم القاعدة.
الخبير العسكري في شؤون الشرق الأوسط فالنتين يورتشينكو، يعتبر أن ما تتحدث عنه المعارضة السورية، من أن دمشق تقوم بنقل ترسانتها من الأسلحة الكيميائية إلى مطارات تقع بالقرب من المناطق الحدودية، أمر خيالي وبعيد عن الواقع. لأن أي مستودع جديد، وخصوصاً في ظروف المعارك الميدانية، يتطلب اجراءات أمنية مكثفة لحراسته. والجيش النظامي السوري مشغول حالياً بمهام أخرى. وليس من المستبعد أن تشكل هذه الادعاءات ذريعة لبعض الدول الغربية وكذلك بعض الدول المجاورة لسورية، لتنفيذ "عملية خاصة" لتحييد سيطرة القوات السورية على مستودعات الأسلحة الكيميائية.
ويؤكد يرتشينكو أن تفاصيل هذه "العملية الخاصة"، تم وضعها خلال المناورات العسكرية التي جرت في الأردن في شهر مايو/أيار الماضي، وشاركت فيها جيوش من جنسيات مختلفة. لكن هذا لا يمنع أن تنفيذ هذه العملية يبقى محفوفا بمخاطر كثيرة، ونتائجها ليست مضمونة النجاح. ناهيك عن أن القيام بها يمكن أن يستفز السوريين، ويدفعهم للذهاب إلى استخدام السلاح الكيميائي فعلا.